نشراتنا الدورية

ادخل بريدك الالكتروني لتصلك نشراتنا الدورية

فعاليات قادمه

لا أحداث

حاله الطقس

Clear

8°C

نابلس

Clear

Humidity: 70%

Wind: 16.09 km/h

  • 04 Jan 2019

    Sunny 15°C 7°C

  • 05 Jan 2019

    Mostly Sunny 13°C 8°C

البلدية

في بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر وتحديدا في العام 1869، خرجت بلدية نابلس الى النور وعلى رأسها الشيخ محمد تفاحة الحسيني، أحد أعيان نابلس في ذلك الوقت، لتكون ضمن اولى البلديات الفلسطينية التي يتم تأسيسها في واحدة من اهم الحقب التاريخية التي مرت بها فلسطين والمنطقة عموما وهي الحقبة العثمانية. وقد اعتبر إنشاء بلدية نابلس آنذاك دليلا قويا على المكانة الرفيعة التي كانت تحتلها نابلس إبان فترة الخلافة العثمانية لفلسطين (1516-1917م)، ومدى الاهتمام الذي حظيت به من قبل السلطات العثمانية نظرا لكونها مركزا حضريا مرموقا ومنبعا للعلم والعلماء في مختلف حقول العلم والآداب والمعرفة. وقد ساهمت هذه المكانة الرفيعة التي احتلتها مدينة نابلس في تعزيز أهمية رئيس بلديتها الذي كان يحظى باحترام الجميع واعتبر دائما الشخصية الاولى على مستوى المدينة والمناطق المحيطة بها.

 

وقد سعى جميع رؤساء بلدية نابلس منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، والبالغ عددهم أربع وأربعون رئيسا، الى تحقيق رؤية مشتركة، وهي بناء مؤسسة عصرية تقود مدينة نابلس نحو الرقي والازدهار، وتقدم أفضل الخدمات للمواطنين في مختلف أحياء المدينة والمناطق المجاورة. واليوم، وبعد مرور ما يقارب قرن ونصف على تأسيس هذه المؤسسة العريقة، يتضح جليا أن هذه المؤسسة تعتبر كبرى المؤسسات الفلسطينية ومن أهم قطاعات الخدمات على مستوى الوطن، فلو قدر لأول رئيس بلدية أن يشهد ما وصلت إليه هذه المؤسسة، لشعر وبكل تأكيد بفخر كبير بإنجازاتها العظيمة.

 

ارتبطت أوضاع بلدية نابلس ارتباطا عضويا بأوضاع المدينة خاصة، والوضع الفلسطيني عموما، وشهدت فترات حرجة كان مردها واقع الأوضاع السياسية والأمنية التي مرت بها. فعلى سبيل المثال، اتسمت الفترة التي اديرت خلالها بلدية نابلس من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي (خلال الأعوام 1982 -1985) بتراجع ملحوظ في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين على كافة المستويات، وشهدت البلدية خلال تلك الفترة تراجعا ملحوظا على الصعيد الاداري، حيث كانت تتم إدارتها بشكل فردي من قبل من عينته سلطات الاحتلال الاسرائيلي، الذي لم تكن خدمة المواطنين لتحتل جزءاً بسيطا من اهتماماته، بل شكل عائقا كبيرا حال دون تطور بلدية نابلس خلال تلك الفترة.

 

الوضع القانوني لبلدية نابلس

يمكن تعريف بلدية نابلس بأنها هيئة عامة شبه حكومية تعمل وفق أنظمة وقوانين محددة وضعت وطورت على مدى السنين لتقديم أفضل الخدمات العامة لمواطنيها المحليين. وتخضع بلدية نابلس إداريا لقوانين وزارة الحكم المحلي التي تتابع ادائها عن كثب وتعمل جنبا الى جنب مع البلدية لتطوير الانظمة والقوانين والخدمات المقدمة للمواطنين. وبهذا يمكن اعتبار بلدية نابلس على أنها احدى مؤسسات المجتمع المدني نظرا لكونها تعنى بحياة المواطنين بشكل مباشر.

 

محطات في بلدية نابلس

اتسمت الأوضاع في نابلس خلال القرن الماضي، كما هو الحال بالنسبة لعموم فلسطين، بحالة من عدم الاستقرار على الصعيدين السياسي والأمني، الأمر الذي أضاف عوائق كبيرة أمام تطور كافة الهيئات المحلية، خصوصا فيما يتعلق بانتخابات المجلس البلدي. فبالرغم من مرور أكثر من مئة وأربعين عاما على تأسيس بلدية نابلس تعاقب عليها أكثر من 44 رئيسا للبلدية بين تعيين وانتخاب، إلا ان هذه المؤسسة لم تتوقف عبر تاريخها الطويل سوى عند ست محطات انتخابية شهدت أولها أثناء فترة الانتداب البريطاني لفلسطين في العام 1925 عندما انتخب المرحوم  سليمان عبد الرازق طوقان رئيسا لبلدية نابلس، واستمرت فترة عمله حتى العام 1951. أما ثانيها وثالثها فقد جرت في فترة الحكم الأردني (1951 و 1963) وأفضت إلى فوز المرحومين نعيم عبد الهادي (انتخابات 1951) وحمدي كنعان (انتخابات 1963). أما أثناء فترة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية بعد حرب عام 1967، فقد أجريت انتخابات البلدية في العام 1976 وفاز فيها المناضل الكبير بسام الشكعة، الذي حاولت منظمة صهيونية متطرفة اغتياله في الثاني من شهر حزيران من العام 1980 وذلك بوضع متفجرات أسفل مقعد سيارته مما أدى إلى إصابته بجروح بالغة وبترت ساقيه. وفي العام 1985 تولى المرحوم ظافر المصري رئاسة بلدية نابلس إلى أن تم اغتياله أمام مبنى بلدية نابلس بعد ثلاثة أشهر من توليه هذا المنصب. وقد شهدت حدود مدينة نابلس توسعا ملحوظا في فترة ولاية المرحوم حافظ طوقان (1986-1988)، حيث أصبحت مساحة مدينة نابلس 27,800 دونم بعد أن كانت منذ عام 1967 حوالي 18,000 دونم.

 

وبعد توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، ومع نشوء مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، كلف الرئيس الراحل ياسر عرفات المحامي الأستاذ غسان الشكعة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بإدارة دفة بلدية نابلس. وبعد أحد عشر عاما من هذا التاريخ، وفي شهر ديسمبر من العام 2005، أجريت انتخابات مجلس بلدي نابلس للمرة الخامسة في تاريخ البلدية والأولى في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث فاز بها المهندس عدلي رفعت يعيش الذي دامت فترة إدارته لهذه المؤسسة سبع سنوات حتى تاريخ إجراء انتخابات الهيئات المحلية للمرة السادسة في تاريخ البلدية في نهاية عام 2012، وفاز بنسبة ثلثي أصوات الناخبين المحامي غسان وليد الشكعة الذي تولى إدارة بلدية نابلس منذ الثالث من شهر تشرين ثاني 2012 إلى أن قام بتقديم استقالته بتاريخ 11 آب 2015. وقد قامت الحكومة الفلسطينية بتكليف المهندس سميح طبيلة الذي يشغل منصب وزير النقل والمواصلات بإدارة البلدية بتاريخ 13 آب 2015 لحين إجراء انتخابات بلدية نابلس في الوقت المناسب.

شهدت بلدية نابلس في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية نقلة نوعية في أدائها ودورها في مختلف الأصعدة والمستويات، واعتبرت من اكبر المؤسسات الفلسطينية من حيث حجم الخدمات التي توفرها للمواطنين، وعدد المشاريع التي تقوم بتنفيذها، بالإضافة إلى حجم وكفاءة الطاقمين الإداري والفني اللذين يشرفان على إدارة مشاريع وأعمال البلدية، إذ يصل عدد موظفي بلدية نابلس حاليا الى ما يقارب 1860 موظفا، هذا فضلا عن الموظفين المتقاعدين الذين يستفيدون من عائدات التقاعد والذين يصل عددهم إلى 380 متقاعدا. ولذا، فإن بلدية نابلس أصبحت من القوى المحركة لعجلة التنمية في المدينة، ومن اكبر قطاعات التوظيف في فلسطين.