أتباع الديانات السماوية … سلام وانسجام
أفردت العديد من المصادر والكتب التاريخية والمراجع الدينية مساحات هامة لذكر اسم نابلس (أو شكيم)، وقد أسهب بعضها في الحديث عن عدد من الوقائع التاريخية المهمة التي جرت على أرضها، مثل قصة السيد المسيح عليه السلام مع المرأة السامرية، الأمر الذي يدل على المكانة الهامة التي تتمتع بها نابلس على المستويين الديني والتاريخي.
وقد انعكست هذه الأهمية التاريخية والدينية للمدينة على واقع الحياة فيها، حيث يتعايش فيها أتباع الديانات السماوية الثلاث: الإسلامية والمسيحية والسامرية (اليهودية) جنبا الى جنب منذ قرون طويلة. ويجسد هذا الوضع حالة نادرة قلما يوجد لها نظير، حيث يدرك جميع أبناء الديانات السماوية، الذين يعيشون في نابلس، واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه مدينتهم، ويعملون بشكل موحد ومتجانس تجاه مختلف القضايا التي تعني مدينتهم وأهلها.
وترى الطائفة السامرية، وهي الطائفة الدينية الأصغر في العالم، أن جبل جرزيم هو البقعة الأكثر قداسة لها على الأرض، حيث يوجد على قمة هذا الجبل معبد السامريين، وهو مثار الخلاف الرئيسي بينهم وبين باقي أتباع الديانة اليهودية. ويتوزع السامريون، الذين يصل عددهم اليوم الى حوالي 735 شخصا، بين مدينتي نابلس وحولون قرب تل أبيب فقط.
أما أتباع الديانة المسيحية فيبلغ عددهم في مدينة نابلس حوالي (750) مواطناً، ويتركز معظمهم في ضاحية رفيديا غربي المدينة، ويمارسون شعائرهم في ست كنائس تديرها الطوائف المسيحية المختلفة. ويعتبر دير بئر يعقوب، في نابلس، أحد أبرز الأماكن المسيحية المقدسة وأقدمها على مستوى العالم.