نابلس قبلة العلم والعلماء
كانت نابلس، وما تزال على الدوام تعد قبلة للعلماء من مختلف المناطق المحيطة بها وبفلسطين عامة. لقد كانت محطة للطلبة والعلماء الذين كانوا يتوافدون إليها طلبا لمختلف العلوم والآداب خاصة علوم الفقه والدين. وقد برع عدد من أبناء مدينة نابلس في مختلف ميادين العلم والأدب مثل العلامة قدري طوقان والشاعر ابراهيم طوقان وشيخ المترجمين العرب عادل زعيتر. وبالرغم من فترات المد والجزر التي مرت بها نابلس، جراء الأوضاع الأمنية والسياسية المتقلبة التي تتسم بها فلسطين عموما، إلا أنها حافظت على مكانتها المتقدمة ضمن أهم الحواضن العلمية في فلسطين، بل انه يمكن القول أن وتيرة النشاط التعليمي في نابلس قد ازدادت أضعافا عما كانت عليه سابقا. وقد تجسدت هذه الحقائق بإحصائيات وأرقام نشرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد بلغ عدد المدارس في محافظة نابلس في العام الدراسي 2008-2009، 258 مدرسة، منها 217 مدرسة حكومية، و 14 مدرسة تابعة لوكالة الغوث، و 27 مدرسة خاصة، حيث تمثل مدارس نابلس ما نسبته 13.9% من مجموع مدارس الضفة الغربية البالغ عددها 1848 مدرسة موزعة بين مختلف المحافظات. كما بينت الإحصائيات أن عدد الطلبة في مدارس محافظة نابلس بلغ في نفس الفترة المذكورة 95,700 طالب يتوزعون على مختلف مدارس المحافظة التي نالت المدارس الحكومية فيها حصة الأسد بحوالي 79390 طالب، تلتها مدارس وكالة الغوث التي تدرس حوالي 9489 طالبا، ثم المدارس الخاصة التي يجلس على مقاعدها حوالي 6800 طالب. وتعد نسبة الأمية في محافظة نابلس متدنية قياسا بمحيطها المحلي والإقليمي إذ لا تتجاوز 4.7%. ومن حيث التحصيل العلمي لطلبة المرحلة الثانوية، فقد احتلت نابلس مرحلة متقدمة حيث تعد نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) للعام الدراسي 2009-2010 دليلا مشرفا على المكانة التعليمية المتميزة التي تحتلها محافظة نابلس إذ حصل ثلاثة من أبنائها على ثلاثة مراكز ضمن المراكز العشر الأولى على مستوى الوطن، ومن ضمنها المركز الأول. وتحتضن مدينة نابلس أكبر صرح تعليمي على المستوى الفلسطيني يتمثل في جامعة النجاح الوطنية التي تحتل المركز الأول أكاديميا بين الجامعات الفلسطينية، في حين حققت تقدما كبيرا على مستوى التصنيف العربي والدولي. ويعود ذلك إلى التنوع في تخصصاتها وميادينها العلمية والإنسانية كافة وتضم أكثر من 21,000 طالب يتلقون العلم والمعرفة في مختلف المجالات. وإضافة إلى ذلك، فإن مدينة نابلس تضم مقرا رئيسا لجامعة القدس المفتوحة تم إنشاؤه مع بداية تأسيس الجامعة عام 1991 وهو يقدم خدماته التعليمية لسكان محافظة نابلس، ويحتضن ما يقارب 6036 طالبا وطالبة مسجلين في مختلف الكليات التي تدرس العديد من التخصصات. وعلاوة على ذلك، هناك أيضا عدد من المرافق التعليمية والكليات المتوسطة مثل كلية الروضة وكلية هشام حجاوي التابعة لجامعة النجاح الوطنية، وكلية الحاجة عندليب العمد للتمريض التابعة لجمعية الاتحاد النسائي العربي. ومما لا شك فيه أن بلدية نابلس تلعب دورا حيويا وتسهم إسهاما واضحا في دعم المسيرة التعليمية في مدينة نابلس، حيث تعد الرافد الرئيس في جذب التمويل اللازم من المخلصين من أبناء المدينة لتشييد المدارس الجديدة في المدينة، وتتمثل مساهمتها من خلال توفير قطع الأراضي، أو تقديم الدعم الفني والتقني بتوفير المهندسين والطواقم الفنية لإنجاز أعمال البناء والتشطيب، وقد بلغ عدد المدارس التي تم تشييدها ثلاثة وعشرين مدرسة خلال الفترة 2006-2010.