بلديتا نابلس وليل الفرنسية تستكملان اللمسات النهائية لمشروع التخطيط الحضري المستدام والموروث الثقافي
9/07/2017
استكملت بلديتا نابلس وليل الفرنسية ورشات العمل المكثفة بين فريقي التخطيط الحضري والموروث الثقافي والتي استمرت على مدار ثلاثة أيام، التحضيرات واللمسات النهائية لمشروع التخطيط الحضري والموروث الثقافي الذي يتم العمل عليه بين المدينتين منذ عامين.
وقد حضر اللقاء الختامي المهندس عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس ونائبه المهندس محمد الشنار وعدد من اعضاء المجلس البلدي وفريقي العمل من المدينتين، حيث تم الاطلاع على ما تم انجازه في المشاريع المقترحة في عدة مجالات.
يتألف المشروع من شقين أساسيين وهما: الأول التخطيط الحضري المستدام لمنطقة نابلس الشرقية والشق الثاني الحفاظ على الموروث الثقافي للمدينة والترويج له. حيث بدأ العمل على المشروع منذ اكتوبر 2015 وتم رسم الملامح الاولية له بعد أن تم اختيار منطقة حضرية للعمل على تخطيطها تتوفر بها اربعة عناصر كما وصفها مدير مركز التطوير الحضري في شمال فرنسا وهي: ( المياه - العنصر الأخضر - الحركة - البناء)
وتكمن فكرة الشق الأول من المشروع في تطوير إحدى المناطق والفراغات الحضرية الواقعة في المنطقة الشرقية من خلال خلق حياة جديدة في تلك المنطقة وتعزيز وظائف قائمة ضمن منظومة نابلس الحضرية. ويشتمل المشروع على توفير عدد من العناصر الحيوية الهامة للحياة وهي منطقة خضراء، منطقة خاصة للأطفال، صالات عرض داخلية وخارجية، قاعات متعددة الاغراض، مطاعم واكشاك، ممر مشاة عريض لممارسة رياضة المشي بالاضافة الى مواقف سيارات تخدم منطقة المشروع، بحيث تكون جميع هذه العناصر مترابطة لتشكل مشهد حضري يوفر كافة الخدمات لتلك المنطقة. وبعد دراسة مستفيضة من قبل فريق التخطيط الحضري في بلدية نابلس، فقد وقع الاختيار على المنطقة الممتدة من أرض الكسارة مقابل محافظة نابلس حتى موقع شيكيم الأثري. وتبلغ مساحة هذه المنطقة 40 دونم وتتوفر فيها الشوارع الرئيسية والفرعية وشبكة مرورية رئيسية ومصدر مياه (عين دفنة) ومسطحات خضراء مثل اسعاد الطفولة ووجود مباني أثرية مثل محطة الكهرباء القديمة. إن ما يميز هذه المنطقة هو أنها مخصصة ضمن المخطط الهيكلي لبلدية نابلس كمرافق عامة وحدائق، وملك لبلدية نابلس، هذا فضلا عن أنها محاطة بعدد من المباني العامة مثل مبنى المحافظة ووزراة الصحة.
وسيتم إطلاق هذا المشروع خلال شهر أكتوبر القادم من خلال عقد مؤتمر في مدينة نابلس بحضور وفد من بلدية ليل الفرنسية لاستعراض ثمرة الجهود التي بذلت خلال العامين الماضيين بين فريقي التخطيط في المدينتين. كما وسيتم الاعلان عن مسابقة دولية لتحضير وثائق العطاء للمشروع بشكل مشترك للمدينتين (ليل ونابلس) من أجل تقديمه للاتحاد الأوروبي لتجنيد التمويل اللازم.
وفي اطار التعاون والتنسيق المشترك بين جامعة النجاح والممثلة بالدكتور علي عبد الحميد رئيس قسم التخطيط الحضري وبلدية نابلس وبلدية وجامعة ليل ، قام عدد من طلبة التخرج في القسمين التخطيط الحضري وقسم الهندسة المعمارية باعداد مشاريع تخرجهم حول منطقة المشروع، حيث قاموا بتقديم مقترجات تخطيطية ومعمارية لتطوير المنطقة لتكون مركزاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً يسعى فيها للارتقاء بالمنطقة الشرقية للمدينة بشكل خاص والمدينة بشكل عام، عبر اقتراح اضافة جانب اعادة استخدام المباني والمرافق الموجودة حالياً.
وابدي الوفد تفاعله وأشاد بالجهد الهندسي المبذول للمشروع وتم استيحاء افكار جديدة من مباني البلدة القديمة الحوش (الفناء) لربط العلاقات الاجتماعية بين الناس. ويأتي هذا المشروع كأحد نتائج توأمة مدينتي نابلس وليل الفرنسية.
وخلال زيارته لنابلس، قام الوفد الفرنسي بزيارات عديدة للمناطق الاثرية في المدينة وتم استعراض الرؤية النهائية للمشروعين وما يتم تحضيره في اللقاء الختامي الذي سيكون في اكتوبر من العام الحالي بحضور ومشاركة فرنسية ودولية واسعة.
أما الشق الثاني من المشروع، فيتضمن عمل فهرس لكافة المباني التاريخية في المدينة، ووضع استراتيجية للحفاظ على الموروث الثقافي والترويج له، كما يتضمن المشروع تجهيز وسائل تعليمية ومطبوعات وألعاب تهدف الى تعريف الزوار والأطفال بشكل خاص بالبلدة القديمة، وعمل مجسمات لمراحل تطور المدينة عبر التاريخ.