مشاريع أنجزت، وأخرى على وشك الإنجاز، وثالثة وضعت لها المخططات ورصدت لها الميزانيات وبدأ العمل بمراحلها الأولى، ومشاريع أخرى طموحة لا زالت في أذهان المسؤولين في بلدية نابلس بحاجة لمزيد من الدراسة والبحث عن شركاء لتنفيذها، لتعود نابلس من جديد إلى سكة النهضة، ولتكون سيدة المدن الفلسطينية كما يسعى له رئيس البلدية المحامي غسان الشكعة.الشراكة مع المجتمع المحلي والقطاع الخاص توجه لجأت اليه بلدية نابلس بقوة للتكيف مع الازمة المالية الخانقة التي تعاني منها البلدية، وتجلى ذلك بشكل واضح في مشروع تطوير متنزه سما نابلس الذي يتربع على مساحة واسعة على قمة جبل عيبال، ويوفر للزائرين اطلالة ساحرة ونادرة على جميع انحاء المدينة بالاضافة الى الساحل الفلسطيني، والذي تسعى بلدية نابلس الى تحويله ليكون متنزها وطنيا على مستوى الوطن بحيث يكون نقطة جذب للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء. ويقول الشكعة: "نتيجة الوضع الاقتصادي السيئ، توجهنا في المجلس البلدي الى التعاون مع القطاع الخاص، فوضع البلدية المالي لا يسمح لها بتنفيذ ما تطمح اليه من مشاريع، كما ان مثل هذه المشاريع تدر دخلا على المدينة وتوفر الكثير من فرص العمل لابنائها".الشكعة اعلن ان البلدية بصدد إنشاء شركة تحمل اسم "شركة تطوير نابلس" والتي ستكون بالشراكة مع القطاع الخاص والمواطنين، وهدفها تطوير وادارة المرافق السياحية في المدينة. ويوضح الشكعة ان المجلس البلدي لديه توجه بالعمل مع القطاع الخاص ضمن مواصفات وحدود، ولا يعني ذلك ان تتنازل البلدية عن املاكها لشركة خاصة، وانما ان تدخل البلدية في قيمة الاراضي التي تملكها والخدمات التي تقدمها، بينما تقدم الشركة الخاصة ما يلزم من اعمال انشائية، ويتم تخصيص جزء للمواطن للدخول بالشراكة ليكون جزءا من الشركة ويعود عليه جزء من النتائج. ومشروع تطوير متنزه "سما نابلس" الذي يتوقع ان يفتتح اواخر هذا الشهر، ما كان ليتم لولا الشراكة ما بين البلدية واحدى شركات القطاع الخاص، والتي بدورها تكفلت بتطوير البنية التحتية واقامة مرافق مختلفة في المتنزه على نفقتها الخاصة، مقابل اعطاء هذه الشركة حق ادارة المتنزه والاستفادة من عوائده لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد.ويقول عضو المجلس البلدي عاصم سالم ان المتنزه في وضعه السابق لم يكن يصلح لاستقبال الزوار الا لمدة اربعة شهور فقط هي اشهر الصيف، نظرا لمكانه المرتفع ولعدم وجود مرافق مغلقة تسمح بالاستفادة منه باقي شهور السنة.ويضيف انه تم اقامة اربع مرافق مغلقة منها مطعم 5 نجوم، ومطعم متوسط يقدم مأكولات شعبية، ومقهى "كوفي شوب"، ومتنزه للعائلات، بالاضافة الى عدد من الاكشاك وتم تخصيص منطقة حرة يمكن للمواطن استخدامها بدون مقابل واحضار الاطعمة والمشروبات من خارج المتنزه، الامر الذي يوفر للزائرين خيارات متعددة حسب امكانياتهم وقدراتهم ورغباتهم. وعلى طول المتنزه تتوزع عشرات الطاولات ضمن عدد من "التراسات" لتمنح الزوار اطلالة على انحاء المدينة، ويشير سالم الى إنه تم اعطاء كل "تراس" اسم حارة من حارات نابلس القديمة، مثل الياسمينة والقريون والحبلة، وذلك اعتزازا بتاريخ المدينة وماضيها، ولتكتمل الخدمة، اضيف مركز للاسعاف ومركز للطوارئ ومخفر للشرطة، فضلا عن المصلى الموجود مسبقا، وتم توفير اماكن لوقوف السيارات تتسع لحوالي 400 سيارة، وسيتم تزويد المتنزه بمولد كهربائي جاهز للاستخدام تلقائيا في حال انقطاع التيار الكهربائي. وترى البلدية في الشراكة مع القطاع الخاص فرصة لتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية التي تحتاجها المدينة، في ظل شح امكانيات البلدية، ويقول سالم ان البلدية بصدد الشراكة مع القطاع الخاص في اقامة المشاريع السياحية وكذلك المجمعات التجارية التي تعتزم اقامتها في عدة مناطق، بحيث تحقق عوائد للبلدية وتشغل المزيد من الايدي العاملة.وضمن هذا التوجه ايضا، تستعد البلدية لتطوير متنزه جمال عبد الناصر وإضافة بعض المرافق الترفيهية إليه، وتشمل اقامة مدينة ملاهي، وذلك ليستعيد هذا المتنزه ماضيه العريق. مشاريع ترفيهية وشبابية ويعتبر تطوير الحدائق وافتتاح المزيد منها واحدا من اولويات البلدية واهتماماتها في النواحي الشبابية والترفيهية، وضمن هذا التوجه شارفت البلدية على الانتهاء من انشاء ثلاث حدائق للأطفال في ثلاث مناطق مختلفة من المدينة، لتكون متنفسا للاطفال وعائلاتهم في كل حي وتوفر مكانا آمنا للعب، ومن هذه الحدائق حديقة المخفية بتمويل من الاتصالات الفلسطينية، وحديقة البيارة في المعاجين بتمويل من مؤسسة البيارة التي تنفذ مجموعة من الحدائق في الضفة الغربية، وبلغت كلفة انشاء هذه الحديقة حوالي 60 الف دولار، منها 35 الف دولار من مؤسسة البيارة و25 الف دولار من البلدية. وتستعد البلدية لاقامة صرح الشهيد على قطعة ارض بمساحة 2 دونم امام مبنى المحافظة، بكلفة 400 الف دولار، ويضم هذه الصرح حديقة عامة ومنارة ومرافق اخرى تليق بتضحيات الشهداء. وضمن اهتمامها بفئة الشباب، بدأت آليات البلدية منذ مدة اعمال الحفريات لمشروع الصالة الرياضية المغلقة في منطقة تل صوفر غرب المدينة على مساحة 7500 متر مربع، بكلفة تصل الى حوالي 5 مليون دولار بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومؤسسة مجتمعات عالمية وبمساهمة من بلدية نابلس بمبلغ 1,2 مليون دولار بالإضافة إلى مساهمتها بتقجيم قطعة الارض واعمال الحفريات بمبلغ مماثل 1,2 مليون دولار، وبها تصبح قيمة مساهمة بلدية نابلس ما يقارب 2,5 مليون دولار.وستضم الصالة الرياضية التي ستكون بمواصفات عالمية، ملعبا لكرة السلة وكرة الطائرة وصالات للنشاطات الشبابية مثل طاولات بلياردو وكوفي شوب وصالات قراءة. وفي المنطقة الشرقية من المدينة تستعد البلدية لإنشاء ملاعب رياضية مختلفة على مساحة 3.5 دونم بمحاذاة كلية هشام حجاوي التكنولوجية، بتمويل من دولة قطر، وتشمل ملاعب لكرة القدم والسلة والطائرة، بحيث تخدم أهالي المنطقة الشرقية التي تفتقر لمثل هذه المرافق. مدارس ومراكز تاهيل المدارس لها نصيب من مشاريع البلدية، ويجري الآن العمل على انشاء ما بين 6-7 مدارس جديدة في مناطق مختلفة من المدينة لاستيعاب الاعداد المتزايدة من الطلبة. ويأتي تمويل اغلب هذه المدارس من متبرعين محليين بالاضافة الى الدول المانحة، ومن بين هذه المدارس مدرسة ابتدائية تبرعت بها عائلة شرف على قطعة ارض تملكتها البلدية طريق الجامعة، بمساحة 1000 متر مربع وستعمل على ازمة المدارس في تلك المنطقة، ومدرسة اخرى تبرع بها مهند جمال المصري وسيتم اقامتها على قطعة ارض تملكها البلدية في حي السُمرة بجانب محطة الاطفائية الغربية بمساحة 1700 متر مربع، وتستوعب 500 طالب، وتبلغ كلفة انشاء هذه المدرسة 380 الف دولار. وفي المنطقة الغربية من المدينة، تستعد البلدية لانشاء مسجد ومدرسة للاطفال مرضى التوحد بتبرع من ابناء المرحوم الحاج حمدي القصص والذين تبرعوا بمبلغ 470 الف دولار، بينما ساهمت البلدية بتقديم قطعة الأرض التي تبلغ قيمتها 200 ألف دولار وبالقرب منها سيتم انشاء مدرسة اخرى على ارض تملكها البلدية بتبرع من المحسن المغترب بسام العكر والذي تبرع بمبلغ ما بين 500-600 الف دولار. كما تم مؤخرا الانتهاء من انشاء مدرسة الجبل الشمالي التي تعد اضخم مدرسة في نابلس والمكونة من خمسة طوابق بتكلفة بلغت 2 مليون دولار بتمويل من وزارة التربية والتعليم وعلى قطعة ارض تملكها البلدية.وعلى صعيد مشابه، باشرت البلدية بتنفيذ مشروع مركز الاعاقة الذهنية لرعاية وايواء ذوي الاعاقة الذهنية، وهو الاول من نوعه في الضفة الغربية، وانتهت البلدية من اعمال التسوية للارض التي تملكها وتبلغ مساحتها 5 دونمات، وهذا المشروع تبلغ تكلفته 5 مليون دولار بتمويل من عدد من الدول المانحة والبلدية، وتبلغ مساهمة البلدية مليون دولار هو ثمن الارض واعمال الحفريات. وستبدأ البلدية قريبا بتنفيذ مشروع المنطقة الحرفية في المنطقة الشرقية من المدينة بتكلفة تصل إلى 2.5 مليون دولار عند توفر التمويل اللازم ، والتي من المخطط أن تضم جميع أصحاب الحرف في نابلس من نجارين وحدادين وغيرهم، وبمجرد الانتهاء من هذا المشروع ستعمل البلدية على إخلاء مركز المدينة من هذه الحرف ونقلها للمنطقة الحرفية. مشاريع البنية التحتية وعلى صعيد مشاريع البنية التحتية، انتهت البلدية من انارة الطريق الواصل بين الحرم الجديد لجامعة النجاح الوطنية وشارع نابلس طولكرم بكلفة بلغت 150 الف شيكل وكذلك انارة الطريق الرئيس من دوار زواتا وحتى مفترق شارع تونس بكلفة بلغت حوالي 250 الف شيكل.وللتخفيف من مشاكل وأزمات المرور في المدينة، يتم العمل حاليا على إنشاء مجموعة من الدواوير في مناطق مختلفة من المدينة، وبعض هذه الدوارات انتهى العمل فيها، وبعضها الاخر في طور الانتهاء مثل دوار الحسبة ودوار العودة ودوار زواتا، وسيتم اطلاق أسماء شخصيات وطنية ساهمت بشكل ملحوظ في التاريخ الفلسطيني عليها.ومن ضمن مشاريع البلدية لحل الازمة المرورية، تعتزم البلدية انشاء مجمعين للكراجات، احدهما في المنطقة الشرقية والاخر في المنطقة الغربية ليتم نقل الخطوط الخارجية اليهما، وسيتم تأمين خطوط مواصلات تربط المجمعين بمركز المدينة، مع مراعاة أن لا تزيد التكلفة على المواطن. وضمن هذه المشاريع، باشرت البلدية فتح العديد من الوصلات والشوارع الفرعية لتخفيف الضغط على الشوارع الرئيسية، ومن بين هذه المشاريع ستقتطع البلدية جزءا من متنزه جمال عبد الناصر لاقامة وصلة تربط الشارع الممتد من شارع فلسطين وسط المدينة بشارع يافا المحاذي للملعب البلدي، لاستخدامه من قبل السيارات المتوجهة الى الحرم الجديد لجامعة النجاح في الجنيد، الامر الذي من شأنه ان يخفف من ازمة المرور في شارع رفيديا الرئيسي. وللتخفيف من ازمة المرور في وسط المدينة، تعمل البلدية على تأهيل مواقف للسيارات التي تعمل على العدادات، وقد انتهت البلدية من اعادة تركيب 386 عدادا حتى الان بعد ان تم صيانتها واعادة برمجتها، وتستعد حاليا لتركيب 500 عداد جديد بعد توفير التمويل اللازم.