5/10/2015 - ألقى الداعية زهير الدبعي مشرف المراكز الثقافية لبلدية نابلس محاضرة في مركز الطفل الثقافي بعنوان ذكرى تحرير القدس.وتأتي المحاضرة في سياق قرار البلدية تعزيز حضورها الثقافي في مدينة أهدت الأمة العربية عدداً كبيراً من المثقفين والأدباء والمترجمين والمبدعين واستهلت المحاضرة بتساؤل عن سبب تغييب وسائل إعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة والالكترونية للذكرى السنوية الثامنة والعشرين بعد المئة الثامنة لتحرير الأمة للقدس بقيادة صلاح الدين الأيوبي بعد احتلال الفرنج لها استمر (80) عاماً.وركز المحاضر على أن انتصار الأمة بتحرير القدس وتخليصها من الغزاة المحتلين لم يكن الانجاز الوحيد لان السلوك الحضاري والأخلاقي والإنساني لصلاح الدين فور تحرير القدس كان انجازاً إضافيا حيث لم يقتل ولم يسفك الدماء ولم يسلب ولم ينهب كما فعل الفرنج لدى احتلالهم للقدس في العام (1099)م.وشدد المحاضر على أن الدرس الأول من دروس تحرير القدس وتخليص المسجد الأقصى المبارك كان في استعادة وحدة الأمة والوطن وتوظيف الإمكانيات البشرية وغيرها من المقدرات لرسالة المقاومة والتحرير.وأضاف إن الانقسام والتجزئة والطائفية هي المدخل للغزاة وهي المصلحة الأولى للمحتلين ودعا الشباب إلى مزيد من الوعي بأهمية الوحدة لأنها تحقق مصلحتهم وخلاصهم على نقيض التجزئة والانقسام فإنها تحقق مصلحة زعيم أو أمير رهن إرادته لدى قوى خارجية طاغية.ودعا المحاضر إلى ضرورة الانتباه إلى تفوق أجدادنا على الفرنج الغزاة في ثلاثة ميادين أساسية وهي المعرفة والاقتصاد والتمدن، حيث كنا نستورد من أوروبا خمسة أشياء هي:- الأخشاب والفراء والعسل وأنواع من السيوف والجواري، وشدد على أن الصورة انقلبت رأساً على عقب حيث أصبح شبابنا يلقون بأنفسهم في زوارق هرباً من البطالة والحكم البوليسي وغايتهم الوصول إلى أوروبا ليجدوا لقمة العيش.وقال الدبعي بأن ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى المبارك نتيجة عاملين الأول وهو تراكم جهود المؤسسة الصهيونية التي استهدفت القدس منذ منتصف القرن التاسع عشروالثاني وهو سقوط عدة أقطار عربية في مهاوي العنف والحروب الأهلية مؤكداً أن كل قتيل يقتل في العراق وسوريا وليبيا واليمن وبغض النظر عن هويته وكل منزل يدمر ومواطن يشرد هم بمثابة طاقة جديدة لتهويد القدس ومحو هويتها وتهديد المسجد الأقصى المبارك بدرجة غير مسبوقة.وتساءل المحاضر هل شجاعة وإرادة بضعة ألاف من المرابطين والمرابطات من القدس والساحل والجليل كافية بمفردها لحماية القدس والأقصى، وهل يعقل أن نكون الخندق الأول للدفاع عن الأقصى وفي نفس الوقت أن نكون الخندق الأخير؟وأكد على ضرورة تحرك شعبي واسع على مستوى العالم لإعادة السلام إلى مدينة السلام، وحذر من ما وصفه بالتصريحات الخجولة حول ما يجري في القدس وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك.