خلال زيارته لبلدية نابلس : حمد الله لن نترك نابلس أسيرة للعابثين بأمنها.. وانتخابات البلدية بالوقت المناسب
30/1/2016
أكد رئيس الوزراء الدكتور رامي حمد الله أن الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية مهتمون باستتباب الأمن والامان في محافظة نابلس وباقي المحافظات، باعتبار الامن اساس الصمود والتنمية الاقتصادية. وقال الدكتور حمد الله خلال زيارته لبلدية نابلس أمس: "هناك 30 او 40 شخصا يعيثون الفساد والرعب في نابلس، وهذا الوضع لن يستمر طويلا، وسنتعامل مع هذا الموضوع في اقرب وقت في نابلس وكافة المحافظات". وأضاف أن الرئيس والحكومة لن يسمحوا أن تبقى نابلس أسيرة لثلاثين أو اربعين شخصا يعبثون بأمنها ويعيثون فيها فسادا، مبينا انه سيتم التعامل بحزم مع من يعبثون بأمن الوطن والمواطن، لانهم يخدمون الاحتلال. وقال: "الاسماء موجودة لدينا، وفي الوقت المناسب سيكون هناك اجراءات على الارض، ولن يمنعنا من ذلك أحد". واشار الى ان الامن والاستقرار هو مطلب الجميع في نابلس، مشددا على العمل من اجل تعزيز الوحدة الداخلية والاستقرار في كل محافظات الوطن. من جهة اخرى، اوضح الحمد الله ان موضوع اجراء انتخابات لبلدية نابلس مطروح للبحث داخل الحكومة والتي ستتخذ القرار باجراء الانتخابات بالوقت المناسب بعد دراسة كافة الظروف المحيطة، آملا ان تتمكن الحكومة من اجراء الانتخابات في كافة المناطق في الشهور المقبلة، معتبرا ان من المبكر حاليا الحديث عن اجراء الانتخابات. وعبر الحمد الله عن دعم الرئيس والحكومة للجنة ادارة البلدية الحالية التي تعمل في ظل ظروف صعبة، مبينا ان هذه اللجنة ستستمر بالقيام بعملها دون أي تغيير او اضافة على اعضائها، الى حين اجراء الانتخابات البلدية.
وقال حمد الله ان الحكومة تعطي اولوية لمحافظة نابلس بالمشاريع والدعم رغم صعوبة الظروف المالية للحكومة والتي لم تتلق سوى 685 مليون دولار خلال العام الماضي 2015 من اصل 1.2 مليار دولار وعدت بها، حيث لم تفِ بوعودها سوى السعودية والجزائر والاتحاد الاوروبي، آملا أن تفي باق الدول بوعودها. وأكد ان هناك حصارا ماليا للسلطة بسبب موقفها السياسي، مشددا على ان الحكومة موقفها ثابت بعدم مقايضة المال بالموقف السياسي المتمثل باقامة الدولة المستقلة. واشاد الحمد الله بالجهود التي بذلتها لجنة ادارة البلدية لحل أزمة المياه التي عانت منها المدينة في الصيف الماضي، واشار الى جهود الحكومة لحل أزمة الكهرباء، مبينا ان رئيس سلطة الطاقة سيجتمع خلال يومين مع الجانب الاسرائيلي لمناقشة رفع القدرة الكهربائية في نابلس. وأكد على اهمية تنفيذ مشروع محطة التنقية الشرقية في نابلس والذي تبلغ قيمته 47 مليون يورو بتمويل من المانيا، آملا ان يكون هناك حل سريع للبدء بتنفيذه، منوها الى اهمية هذا المشروع الذي كان اول مشروع يحصل عليه بعد توليه رئاسة الحكومة. كما تحدث الحمد الله عن مشروع المدخل الغربي لنابلس والذي انتهى العمل به مؤخرا بكلفة 17 مليون دولار، ومشروع المدخل الشرقي وشارع حوارة بكلفة 7 مليون دولار والذي يتوقع الانتهاء منه خلال ثلاثة شهور. واشار الى استمرار الحكومة بتنفيذ مشاريع البنية التحتية في المحافظة، وان عشرات المشاريع سيتم البدء بتنفيذها في الفترة المقبلة سيستفيد منها كافة مناطق المحافظة من مدينة وريف ومخيمات. واضاف ان الحكومة طلبت من بلدية نابلس اعداد مخططات لتأهيل منطقة صناعية في نابلس واعادة تفعيل مشروع المنطقة الحرفية التي جرى توقيع اتفاقية بشأنه بين ثلاث مؤسسات سابقا. وتطرق الحمد الله الى بدء الحكومة بدراسة مشروع الاقاليم، حيث ستكون نابلس اقليما مركزيا من بين أربعة الاقاليم، حيث تجري وزارة الحكم المحلي الدراسات اللازمة لذلك، ويتوقع مع بداية عام 2017 ان يكون هناك تصور لطريقة عمل هذه الاقاليم، مبينا ان البلديات ستكون عنصرا اساسيا في هذا المشروع حيث ستوزع الموازنات على الاقاليم ومنها للبلديات. ودعا الحمد الله الى اطلاق حملة توعية للمواطنين بضرورة تسديد فواتير الكهرباء، لافتا الى ان الحكومة رفعت قضية ضد السياسة الاسرائيلية باقتطاع ديون الكهرباء من اموال المقاصة، مبينا انه اذا كسبت الحكومة هذه القضية فان الجانب الاسرائيلي سيقطع الكهرباء عن المناطق التي لا تلتزم بتسديد ديونها للكهرباء. ورافق الحمد الله في زيارته لبلدية نابلس المحافظ اللواء أكرم الرجوب ووزير الحكم المحلي الدكتور حسين الاعرج ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الصناديق العربية الدكتور جواد الناجي ومدير شرطة نابلس العقيد عمر البزور، وكان باستقبالهم رئيس لجنة ادارة البلدية وزير النقل والمواصلات المهندس سميح طبيلة واعضاء لجنة ادارة البلدية ورؤساء الاقسام. ورحب طبيلة برئيس الوزراء والحضور، معربا عن تقديره لهذه الزيارة وإعطائهم دفعة جديدة لزيادة العمل والعطاء، مؤكدا حرص لجنة البلدية على إدارة البلدية بشفافية ومهنية ولا مركزية، وأن يكون القانون والنظام هو المرجع الأساسي لحل جميع القضايا التي تواجه البلدية والحفاظ على حقوق المواطن والمصلحة العامة. كما أكد بذل كل الجهود للتعاون البنّاء مع المخيمات والقرى المحيطة بنابلس على قاعدة الاحترام المتبادل لمتطلبات كل تجمع سكاني. ونوه طبيلة الى ان البلدية تدار حاليا من قبل حوالي خمسين شخصية مهنية، وهم أعضاء اللجنة الخمسة ورؤساء الأقسام والشعب، بالاضافة الى عشرين متطوعاً من الخبراء المهنيين كمستشارين من أبناء المدينة، مبينا ان لجنة البلدية على تواصل مستمر وتنسيق عال مع محافظ نابلس والشرطة والدفاع المدني والوزارات ذات الصلة وجميع المؤسسات الرسمية والوطنية في المدينة والقرى والمخيمات. واستعرض طبيلة أهم الانجازات التي حققتها لجنة البلدية رغم قصر المدة التي عملت بها وشح الموارد المالية. واشار الى حل مشكلة المياه في الصيف الماضي، وعمل ما يلزم لمنع أزمة مياه أخرى في الصيف القادم، ووضع خطط وبرامج أخرى بعيدة المدى. كما أكملت اللجنة مشاريع تحت التنفيذ، منها 4 مدارس ومشروع صرح الشهيد، وانهاء مشروع خان الوكالة والحديقة الأوروبية وبعض المشاريع الصغيرة، وترخيص مبان بمساحة حوالي 325.000 متر مربع، وانجاز 9000 معاملة للجمهور، وحوالي 3000 معاملة اشتراك كهرباء ومياه. وتم التواصل مع وزارة الحكم المحلي وصندوق البلديات والحصول على تمويل لعدة مشاريع بمجموع 4.7 مليون يورو لنهاية عام 2016، وكذلك التواصل المستمر مع الدول المانحة والحصول على تمويل لبعض البرامج والمشاريع من مؤسسات USAID , KFW , ومؤسسة التعاون، وبلدية نورنبرج والمدن المتوأمة مع نابلس، آملا مساعدة الدكتور جواد الناجي بالحصول على مشاريع اخرى ممولة من الصناديق العربية. وتحدث عن توقيع اتفاقية مع القرى الغربية لتنفيذ شبكات صرف صحي فيها ووصلها بمحطة التنقية الغربية، والبدء بزراعة 200 دونم باستعمال المياه الناتجة عن المحطة، لتتسع هذه المساحة قريبا لتصل الى 6000 دونم، وكذلك التوقيع على اتفاقيات مع KFW لتنفيذ مشروع توليد طاقة كهربائية من الغازات الناتجة عن التكرير بطاقة نصف ميجاواط، والحصول على موافقة مبدئية من بلدية نورنبرج الالمانية لبرنامج آخر لإنتاج نصف ميجاواط من الطاقة الشمسية، وبذلك يتم تشغيل المحطة بالكامل دون الحاجة الى مصادر اخرى للكهرباء. كذلك وقعت اتفاقيات مع بنك التنمية الألماني KFW لتمويل إضافي لمشروع محطة التنقية الغربية بقيمة 10 مليون يورو لتغطية الاحتياجات التكميلية للمشروع. وأكد استمرار الحوار وبشكل مكثف مع القرى المجاورة لإنجاز محطة تنقية المجاري الشرقية والتي ستخدم 6 قرى و3 مخيمات والجزء الشرقي من نابلس، حيث حققت البلدية جميع ما طلبوه في الاجتماعات، ولا يزال الحوار مستمرا بسبب بعض التخوفات الموجودة عند بعض القرى الشرقية. كما اشار الى استمرار الحوار مع القرى الشرقية واصحاب المحلات في السوق الشرقي للتوصل الى توافق للبدء بتنفيذ مشروع مجمع الكراجات الشرقي الجديد، متعهدا بالعمل على ازالة معظم تخوفاتهم، وذلك بإجراء بعض التعديلات على برنامج ومراحل التنفيذ وخطة التشغيل. وتحدث عن ايفاد العديد من رؤساء الاقسام والشُعب لمؤتمرات وندوات خارج الوطن لرفع كفاءة العاملين بالبلدية، وتدوير بعض الموظفين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب للاستفادة من قدرات معظم الموظفين. وقال ان البلدية تمكنت وبتعاون المواطنين وبدعم مجلس الوزراء من صرف جميع رواتب الموظفين العاملين والمتقاعدين، وأوفت بجميع التزاماتها المالية. كما قامت بتحسين الأداء الاداري وترشيد الانفاق في البلدية وفي شركتي عقارات وكهرباء الشمال اللتين تشارك بهما، مؤكدا إصرار لجنة البلدية على نجاح هذه الشركات لتكون رافدا هاما لموازنات البلديات والمجالس القروية المشاركة بها. ولفت الى مبادرة البلدية بمشاركة 8 مؤسسات وطنية وجمعية عيبال في الاردن لتأسيس صندوق التكافل والخاص بدعم وتسديد اثمان المياه للاشتراكات المنزلية في المدينة والمخيمات، للذين يقل استهلاكهم الشهري عن 8 أمتار مكعبة، وذلك لمساعدة العائلات الفقيرة وتعزيز ثقافة ترشيد استهلاك المياه وثقافة تسديد الالتزامات المالية للبلدية وزيادة الألفة والمحبة بين ابناء البلد في الداخل والخارج. ونوه الى نية البلدية استضافة مؤتمر البلديات الالمانية والبلديات الفلسطينية في شهر تشرين أول القادم في مدينة نابلس، آملا من رئيس الوزراء رعاية هذا المؤتمر الهام الذي سيشارك به حوالي 10-15 بلدية المانية وحوالي 20 بلدية فلسطينية على الاقل، ويؤمل بأن تكون مخرجات هذا المؤتمر في صالح البلديات الفلسطينية من خلال عدة مشاريع تنموية مدعومة من ضيوف هذا المؤتمر. واشار الى ان مدينة نابلس تعاني من الازدحامات المرورية، والتي تقوم البلدية بمعالجتها هندسيا ومروريا من خلال عدة اجراءات علاجية، من بينها زيادة عدد كادر شرطة المرور في المدينة، آملا مساعدة رئيس الوزراء في هذا الجانب. وأعرب طبيلة عن أمله من رئيس الوزراء الاسراع بإقرار انتخابات المجلس البلدي لتحقيق رغبة اللجنة الحالية ورغبة معظم المواطنين والأطر السياسية بممارسة الديمقراطية، وكذلك الموافقة على اعتماد التسوية المالية التي أنجزت مع وزارة المالية عام 2010. وفي ختام الزيارة، قام طبيلة واللواء الرجوب بتقديم هدية رمزية عبارة عن مفتاح مدينة نابلس لرئيس الوزراء.