اخبار - عربي
نابلس/
أطلقت بلدية نابلس امس احتفالاتها بمرور 150 عاما على تأسيسها في العام 1869 كثاني بلدية في فلسطين بعد بلدية القدس إبان العهد العثماني.
ونظمت البلدية احتفالها الرسمي ايذانا ببدء فعاليات إحياء هذه المناسبة تحت شعار "نابلس تكتب تاريخها"، في مسرح الامير تركي بن عبد العزيز في جامعة النجاح الوطنية، برعاية وحضور رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، وحضور حشد غفير من المدعوين ضم وزراء وشخصيات اعتبارية ودينية ووطنية وممثلي المؤسسات المحلية.
كما اقامت البلدية على هامش الحفل معرض صور في ساحات جامعة النجاح، تضمن مجموعة من الصور القديمة لمدينة نابلس.
وفي كلمته، وهنأ الدكتور اشتية بلدية نابلس وأهالي نابلس بمناسبة مرور 150 عاما على تأسيسها، معتبرا انها مناسبة عزيزة على قلوب الجميع.
واشاد بتوجه المجلس البلدي لتوثيق تاريخ البلدية عبر 150 عاما لإثبات الرواية النابلسية عن نابلس في مواجهة الرواية الاسرائيلية، لافتا الى ان بلدية نابلس انشئت قبل انشاء "اسرائيل" ب80 عاما.
وقال ان المعركة مع الاحتلال الاسرائيلي ترتكز على ثلاثة مفاصل، هي: الجغرافيا، والديمغرافيا، والرواية، وأن المعركة اليوم في القدس وعلى فلسطين هي معركة الرواية.
وقال ان الحكومة ستقدم كل ما يلزم لتستعيد نابلس ميزتها التنافسية التي تراجعت بسبب الحصار الذي فرضه عليها الاحتلال لسنوات.
وأضاف: "نحن معكم وسوف نقدم لنابلس ما تحتاجه لتستعيد بهجتها ورونقها ونعزز صمود اهلها".
وأعلن ان نابلس والخليل هما عنقودين صناعيين، وستعطي الحكومة كل ما يلزم لانعاش الصناعة النابلسية.
وقال ان الحكومة ستعطي كامل الاولوية للمشاريع التي تدعم ان تصبح نابلس عنقودا للصناعة وتستعيد عافيتها، ومنها محطة التنقية، وتشغيل محطة كهرباء صرة، والمنطقة الصناعية الغربية، مضيفا ان الحكومة تقدمت بطلب للحصول على قرض بقيمة 11 مليون دولار من البنك الاسلامي لاعادة تأهيل حسبة الخضار المركزية في نابلس.
ووجه اشتية دعوة لفلسطينيي الشتات للعودة والوقوف الى جانب شعبهم ووطنهم في هذا الظرف الصعب، والتأكيد وحدة الشعب والقضية.
وقال ان حكومته جاءت في ظرف صعب تشن فيه معركة سياسية على الشعب الفلسطيني من خلال صفقة القرن، والتي منهجها الابتزاز، وإطارها هو التطبيع العربي، ومحتواها هو كيان فلسطيني ممسوخ.
وأكد اشتية أن من يعتقد ان الفلسطيني يخضع للابتزاز فهو مخطئ، مضيفا: "نقول لا وألف لا لاي مبادرة لا تلبي الحد الادنى من مطالب الشعب الفلسطيني".
وأوضح اشتية أن جزءا من الابتزاز يتم بالحرب المالية، حيث تخصم اسرائيل 502 مليون شيكل من مخصصات الاسرى والشهداء، موجها التحية لموظفي السلطة والمنظمة الذين لم يتذمروا من صرف نصف الراتب للشهر الثالث على التوالي، لان الهدف نبيل.
وشدد على ان هذه الحكومة ليست حكومة "تكنيس شوارع" او صرف رواتب، وانما هي مركّب رئيسي في المشروع الوطني، مضيفا: "سنبقى نعمل من اجل الدفاع عن هذا المشروع بانهاء الاحتلال واقامة دولتنا وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين".
من جانبه، نقل محافظ نابلس اللواء ابراهيم رمضان تحيات الرئيس محمود عباس ومباركته لبلدية نابلس وأهالي نابلس بهذه المناسبة.
وشدد على ان صفقة القرن وغيرها من المخططات التصفوية للقضية لن تنال من همة الشعب الفلسطيني واصراره على الصمود في هذه الارض، مضيفا: "قوتنا في ارادتنا على التحرير، وبوثوقنا بأن الجيل القادم سوف سيكون صامدا ومحررا للقدس".
بدوره، رحب رئيس بلدية نابلس المهندس عدلي يعيش بالحضور للاحتفال بمرور 150 عاما على تأسيس البلدية التي وصفها بأيقونة نابلس وواحدة من اكبر المؤسسات الوطنية الفلسطينية.
وقال ان المجلس البلدي ارتأى احياء هذه المناسبة بطريقة خاصة ومميزة، نظرا لاهمية ورمزية هذه المناسبة، بالاضافة الى المظاهر الاحتفالية على مدار العام الحالي.
وأضاف أن البلدية أطلقت مشروعا بحثيا توثيقيا ضخما وفريدا من نوعه، لتسليط الضوء على مختلف الحقب التاريخية التي عاشتها مدينة نابلس وبلديتها منذ تأسيسها، وكان ثمرة ذلك جمع اكثر من 6000 وثيقة تعود لفترات تاريخية مختلفة.
كما تم انجاز 23 بحثا بعد مراجعتها من نخبة من الباحثين والاكاديميين والمؤرخين من كل انحاء فلسطين، وستصدر في سلسلة كتب قريبا، مضيفا أنه تم ابقاء الباب مفتوحا لاستقبال المزيد من الابحاث لانجاز هذ المشروع الذي يحتاج لنحو 4 سنوات قادمة، وستتبنى البلدية نشر كل بحث يتم اعتماده.
وقال ان هذا المشروع التوثيقي رسخ قناعتهم بأهمية بلدية نابلس على الصعد المحلية والوطنية والاقليمية، حيث عاصرت البلدية العديد من الحقب والمراحل المفصلية وعكست الدور الريادي في الحفاظ على الهوية الوطنية وتثبيت الاهالي وتعزيز صمودهم.
وشكر يعيش رئيس الوزراء على رعايته للاحتفال، وأعرب عن أمله بان تكون نابلس ضمن اولويات الحكومة التنموية، مبينا ان نابلس دفعت ثمنا باهظا وتحدت الاحتلال وحصاره لسبع سنوات متواصلة.
وشكر اعضاء المجلس البلدي وكل من ساهم بدعم هذه الفعاليات، وطواقم البلدية المختلفة.
وتخلل الحفل فقرات غنائية لكورال مركز الطفل الثقافي التابع لبلدية نابلس من كلمات الشاعر النابلسي د. وليد الكيلاني الذي حضر من الولايات المتحدة، وتم في ختام الحفل تكريم جميع المساهمين والداعمين لفعاليات 150 عاما على تأسيس البلدية.
اخبار - عربي
14/4/2019
نابلس- أعلنت بلدية نابلس عن انتهاء الاستعدادات لفعاليات الاحتفال بمرور 150 عاما على تأسيسها، والتي تقام تحت شعار "نابلس تروي تاريخها".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته البلدية في خان الوكالة التاريخي بالبلدة القديمة، بمشاركة اللجنتين التحضيرية والعلمية لإصدارات 150 عاما على تأسيس البلدية.
وقال رئيس بلدية نابلس المهندس عدلي يعيش أن اختيار خان الوكالة لإطلاق هذه الفعاليات يأتي لأن هذا المكان يحوي تاريخ المدينة وحضارتها ومعاناتها، حيث دمره الاحتلال عام 2002 لكن إرادة أبناء نابلس أعادت بناءه.
وأضاف أن المجلس البلدي عمل على تنظيم احتفالية تليق بذكرى مرور 150 عاما على تأسيس البلدية، على المستوى الوطني، لما تمتاز به المدينة وبلديتها من أهمية وطنية وسياسية واجتماعية، ولكون بلدية نابلس الثانية من حيث التأسيس بعد بلدية القدس.
وأضاف أن المجلس البلدي سعى للاحتفال بهذه المناسبة بأفكار تخرج عن المألوف، ولهذا عمد إلى تقسيم الفعاليات إلى قسمين، الأول توثيقي يستند إلى وثائق البلدية المحفوظة في مكتبتها العامة، وستعلن نتائجه من خلال كتاب يحوي أبحاثه وأوراقه العلمية، والتي ستعرض في مؤتمر علمي سيعقد نهاية الشهر الجاري بجامعة النجاح، لافتا إلى أن البلدية حصلت على 6000 وثيقة من الأرشيف العثماني وجزء من الأرشيفين البريطاني والأردني.
أما القسم الثاني، فهو الفعاليات الاحتفالية التي ستبدأ بحفل يقام بمسرح الأمير تركي في جامعة النجاح، وتشمل فعاليات ونشاطات فنية ووطنية وثقافية ومعارض للكتاب، وتصميم جدارية من الفسيفساء، ومعرض للمنتجات الحرفية، بالإضافة إلى حملة لتجميل وإنارة وتشجير شوارع المدينة وميادينها ومبانيها الأساسية، وستختتم الفعاليات بحفل ختامي.
ودعا يعيش الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة لإعطاء الأهمية لهذه الفعاليات والترويج لها، واغتنام هذه المناسبة لإعادة التفكير في واقع المدينة وضرورة العمل بشكل حثيث لإرجاع دورها.
وشكر يعيش جميع الذين تعاونوا مع البلدية في تنفيذ هذا المشروع من مؤسسات وطنية واجتماعية وسياسية ولجان تحضيرية وعلمية وتوثيقية، بالإضافة إلى طواقم بلدية نابلس، ورعاة المشروع والداعمين له.
وتحدث خالد زواوي رئيس اللجنة التحضيرية والذي أشار إلى أن بلدية نابلس هي البلدية الوحيدة التي فكرت بأن يترافق مع الجانب الاحتفالي الجوانب التوثيقية وحفظ التراث وبحثه ودراسته علميا.
وأوضح أن اللجنة التحضيرية الخاصة بالإصدارات، قامت بتشكيل لجنتين، الأولى هي لجنة توثيق وظيفتها حصر الوثائق التي تعنى بالبلدية منذ تأسيسها في العام 1869 حيث عاصرت البلدية ستة عهود وأنظمة حكم، بدءا من العثمانيين، مرورا بالانتداب البريطاني والحكم العراقي والأردني والاحتلال الإسرائيلي، وصولا إلى دولة فلسطين، مبينا أن هذه العهود أنتجت الكثير من الوثائق الخاصة بالبلدية والمدينة.
كما تم تجميع وتبويب الوثاق المتوفرة في مكتبة البلدية لتكون متاحة للباحثين، حيث قرر رئيس البلدية فتح الأرشيف القديم في مكتبة البلدية دون أي تحفظ، وهو الأرشيف الوحيد المكتمل في فلسطين ولم ينقطع للحظة منذ تأسيس البلدية، مما أتاح للباحثين الاطلاع على وثائق لم يسبق لهم الاطلاع عليها، وإخراج العديد من الأبحاث التوثيقية.
أما اللجنة الثانية، فهي اللجنة العلمية، وتضم خيرة المؤرخين في فلسطين بجميع مواقعها، الضفة وغزة والداخل.
وأكد زواوي أن مشروع التوثيق مشروع كبير لن يقف عند حدود هذه الاحتفالية، ويجب أن يستمر لضمان جرد جميع الوثائق للخروج بكتب وأبحاث مستقبلية لتسليط الضوء على جميع الجوانب.
أما رئيس اللجنة العلمية أستاذ التاريخ بجامعة النجاح الدكتور امين أبو بكر، فأشاد بجهود البلدية ودورها بتشكيل اللجان التحضيرية والعلمية، مبينا أن البلدية أعطتهم الصلاحيات لتشكيل اللجنة العلمية واختيار الباحثين واستكتابهم.
ولفت إلى أن بلدية نابلس تمتلك أكبر أرشيف متصل، وأن هذه البلدية التي بدأت بغرفة في سراي الحاكم باتت الآن مؤسسة كبرى تتبع لها العديد من المؤسسات الهامة، ومنها مكتبة البلدية، مما يجعلها تستحق لقب بلدية نابلس الكبرى.
وقال أن اللجنة العلمية ضمت عددا من الباحثين الفلسطينيين البارزين، أمثال الدكتور جوني منصور من حيفا، ومحمود يزبك من الناصرة، والدكتور خالد صافي من غزة، بالإضافة إلى باحثين من جميع الجامعات بالضفة، وهناك باحثون من مصر تقدموا بأوراق بحثية.
وأوضح أنه تم إعداد 20 بحثا هي الآن في طور الإعداد والطباعة والتحرير، وستصدر قريبا ضمن احتفالية البلدية، مضيفا أن بلدية نابلس وضعت حجر الأساس ولن توقيف العملية عند ما تم إنجازه، خاصة وأن ذاكرة البلدية ضخمة وفي كل يوم يتم اكتشاف شيء جديد.
من جانبه، أبدى أمين سر غرفة تجارة وصناعة نابلس زاهي عنبتاوي، دعم الغرفة لمشروع توثيق تاريخ نابلس، لأهميته في حفظ هذا التاريخ للأجيال القادمة، وللاستفادة منه في رسم المستقبل.