بلديتا نابلس وليل الفرنسية تختتمان مشروع المخطط الحضري والمحافظة على الموروث الثقافي
15-10-2017
احتفلت بلديتا نابلس وليل الفرنسية أمس باختتام مشروع التطوير الحضري والمحافظة على الموروث الثقافي في المدينتين، والذي يعتبر من أكبر وأهم المشاريع المتخصصة في التطوير الحضري، ونموذج يحتذى للتعاون بين البلديتين على مستوى الوطن.وذلك بمشاركة رئيس بلدية نابلس المهندس عدلي يعيش وعدد من اعضاء المجلس البلدي ومدير مركز تنمية موارد المجتمع التابع للبلدية ومنسق المشروع ايمن الشكعة ومسؤول فريق العمل في البلدية المهندسة رانية دولة، وكل من الدكتور علي عبد الحميد والدكتورة زهراء زواوي من جامعة النجاح الوطنية.
وترأس الوفد الفرنسي نائب رئيس بلدية ليل للعلاقات الدولية والأوروبية ماري بيير بريسون، ومستشار القنصلية الفرنسية للشؤون الثقافية جان لوك لافو، ونائب رئيس بلدية ليل لشؤون الموروث الثقافي جوليان ديبواه وممثلين عن بلدية ليل وجامعة ليل ومركز التخطيط الحضري لشمال فرنسا.
ورحب المهندس يعيش بالوفد الفرنسي الضيف، وأكد على أهمية هذه الزيارة الهامة التي تتوج التعاون المشترك بين نابلس وليل في مجال التخطيط الحضري وتصميم الفراغات الحضرية. وقال ان الطواقم الفنية من الطرفين عملت طوال الفترة الماضية جنبا الى جنب ضمن مشروع "المخطط الحضري والموروث الثقافي" لمنطقتين في ليل ونابلس"، حيث تم دمج خبرات وتجارب كلتي المدينتين بهدف الحصول على مخرجات قيمة.
واعتبر أن ما تم إنجازه قدم مثالا هاما على التواصل والتعاون على الصعيد اللامركزي بين المدن والمؤسسات والأفراد في بيئات تتميز بالاختلاف الثقافي والحضاري، مضيفا أن هذا الاختلاف هو أحد أهم دوافع تعزيز التواصل بين الحضارات التي تمتلك كل منها مميزات يمكن أن تقدمها للحضارات الأخرى. وقدم الشكر للحكومة والشعب الفرنسيين، ولمدينة ليل التي عبر عن اعتزاز بلدية نابلس بعلاقات التوأمة والصداقة التي تربطها بها، على ما تم تقديمه من دعم لمدينة نابلس وبلديتها طوال السنوات الماضية من خلال المؤسسات الفرنسية المانحة ومن خلال بلدية ليل.
ودعا الى اهمية التفكير سوية في الخطوات القادمة للعمل المشترك بين البلديتين، وكيف يمكن تعميم هذا النموذج الناجح على كافة مستويات التعاون بينهما. كما اعرب عن امله بأن يتم تفعيل مبادرة شبكة أوروبا نابلس خلال الفترة القادمة، مبديا استعداد البلدية لتقديم كل الدعم الممكن لتفعيلها وإطلاقها مجددا.
واوضح يعيش ان لدى بلدية نابلس خطة استراتيجية طموحة للنهوض بالبنية التحتية في نابلس من خلال تنفيذ بعض المشاريع، مثل بناء عدد من المدارس الجديدة خلال العامين المقبلين، واستخدام الطاقة المتجددة، والاستفادة من المياه العادمة لأغراض الزراعة، وبناء صالة رياضية مغلقة، وتسعى حاليا لتأمين الدعم اللازم لتنفيذ مشروع بناء نفق للسيارات بهدف إيجاد حل للأزمة المرورية التي تعاني منها المدينة، راجيا أن يكون للحكومة الفرنسية بصمة واضحة في هذه المشاريع.
وقال إن مدينة نابلس تتمتع بثقل ديمغرافي واقتصادي وسياسي هام على الصعيد الفلسطيني، وقد عانت كثيرا خلال السنوات الماضية بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، مما حرمها من تنفيذ العديد من المشاريع الهامة.
من جانبها، عبرت ماري بريسون عن سعادتها بزيارة نابلس مجددا، وشكرت لجنة صداقة ليل-نابلس، منوهة الى ان مدينتا ليل ونابلس ستحتفلان في العام القادم بمرور 20 عاما على علاقة التوأمة التي تربطهما ببعض، والتي تميزت بالتعاون المثمر.
واوضحت ان فكرة هذا المشروع بدأت قبل 7 سنوات خلال اجتماع في بلدية نابلس لشبكة يورو نابلس، لكن التنفيذ الفعلي بدأ قبل 3 سنوات بمشاركة خبراء البلديتين ومركز التخطيط الحضري لشمال فرنسا وجامعتي ليل والنجاح، منوهة الى نجاح المشروع بدعم من الحكومة ووزارة الخارجية الفرنسيتين. وقالت ان ما يميز هذا المشروع هو تعدد الشركاء العاملين فيه، مما اعطاه قوة ودفعة الى الامام، رغم التخوف الذي ساد في بدايته من هذا العدد الكبير من المشاركين، لكن مخرجات المشروع كانت متناسقة جدا.
واضافت ان طواقم البلديتين والشركاء وضعت خططا استراتيجية للتخطيط العمراني والحفاظ على الموروث الثقافي والترويج له، وتم بناء منصة تفاعلية يتبادل الخبراء في المدينتين من خلالها خبراتهم وخرائط ووثائق مشتركة، وكذلك تم بناء مجسمات وتصميم تطبيق على الهواتف الذكية وألعاب تعليمية للاطفال.
واشارت الى ان المشروع واجه بعض المشاكل لكن تم التغلب عليها وتجاوزها والاستفادة منها للعمل قدما في صياغة افكار لتطوير الفراغات الحيوية وتسهيل حياة المواطنين في المدينتين.
أما جان لوك لافو، فقد عبر عن رضا القنصلية الفرنسية عن التعاون المثمر بين نابلس وليل والي يمتد لقرابة 20 عاما، منوها الى وجود 70 علاقة تعاون لا مركزي بين المدينتين. وقال ان القنصلية الفرنسية مهتمة جدا بمساعدة البلديات الفرنسية على التعاون مع نظيراتها الفلسطينية، مشيدا بالتعاون بين نابلس وليل والذي يحتذى به لباقي البلديات.
واشار الى ان هذا المشروع ليس التعاون الاول بين المدينتين، لكن ما يميزه هو اهميته في الحفاظ على الموروث الثقافي للشعب الفلسطيني، وهذه المشاريع تمثل لبنة اساسية لتعزيز الهوية الثقافية الفلسطينية.
بدوره، اشار جوليان ديبواه الى الصعوبات التي تمر بهما نابلس وليل، حيث تعاني ليل من عجز في تمويل المشاريع، في حين تتأثر مدينة نابلس بالاوضاع السياسية في فلسطين. وابدى استعداد بلدية ليل لتقديم كل خبراتها لتطوير الموروث الثقافي في نابلس.وأكد على اهمية الاستثمار في المواقع السياحية لتتحول الى عامل تنمية اقتصادية من ناحية، وتقوية اعتزاز المواطنين بتراثهم من ناحية اخرى.
أما ايمن الشكعة، فتحدث عن ما تم انجازه في هذا المشروع في مدينة نابلس والذي أطلق عليه اسم "نابلس بوليفارد"، وتضمن خطة لتطوير منطقة حضرية في المنطقة الشرقية بالمدينة على مساحة حوالي 40 دونما مقابل مبنى المحافظة.
كما تم انجاز العاب تعليمية وتطبيق الهواتف الذكية باللغات العربية والفرنسية والانجليزية والتركية، واعداد كتيبات ومجسمات للتعريف بالبلدة القديمة والتشجيع على زيارتها.واعرب عن امله باستمرار التعاون بين المدينتين لتنفيذ مشاريع وافكار جديدة في العديد من المجالات.
وخلال اللقاء، قام عدد من الخبراء بعرض ما تم انجازه خلال فترة تنفيذ المشروع، وبعد انتهاء اللقاء تم تقسيم المشاركين الى مجموعات عمل كل حسب اختصاصه.
جدير بالذكر أن مشروع المخطط الحضري والموروث الثقافي استهدف منطقتين في ليل ونابلس، حيث تم اختيار إحدى المناطق الواقعة في الجهة الشرقية من المدينة والممتدة من متنزه إسعاد الطفولة حتى حدود موقع تل بلاطة. وقد عملت الطواقم المختصة من كلتا المدينتين على إعداد مخططين حضريين، اشتملا على عدد من المرافق الترفيهية والعامة كالملاعب والمسارح والمدرجات المشكوفة، إضافة الى منطقتين للمعارض، واحدة مغلقة والأخرى مفتوحة. كا يتضمن المخطط إعادة تاهيل بعض المباني التاريخية وتشغيلها. وستعمل بلديتا نابلس وليل خلال الفترة القادمة الى تقديم هذا المشروع المميز إلى الاتحاد الاوروبي بهدف توفير التمويل المطلوب وخروجه إلى حيز الوجود.